قدمت فعاليات مدنية وأمنية وفاعلة في المجال الرياضي والتنمية الذاتية، أمس الجمعة بفاس، وجهات نظر متقاطعة لظاهرة الشغب في الملاعب من الناحية النفسية والاجتماعية والأمنية والقانونية.
وبسط المشاركون في ندوة التي تناولت موضوع “ظاهرة الشغب في الملاعب والمحافظة على المكتسبات الرياضية”، مجموعة من المقاربات العلمية والقانونية للظاهرة، كما تطرقوا إلى عدد من الأسباب التي تؤدي إلى أحداث عنف كبيرة تتجاوز فضاءات اللعبة.
كما استعرضت الندوة مواضيع مرتبطة بظاهرة الشغب في الملاعب وعلى الخصوص محور ولوج القاصرين إلى مدرجات الملاعب، ليتم التأكيد على أن أحداث عنف عديدة وتخريب في المنشآت والتجهيزات يكون سببها الرئيسي القاصرين.
واستحضر المشاركون بمرارة الأحداث الأخيرة التي وقعت بعد نهاية المباراة التي جمعت فريق المغرب الفاسي والجيش الملكي برسم منافسات كأس العرش، ليعبروا عن أملهم في عدم تكرار مثل هذه الأحداث التي تسيء إلى الممارسة الرياضية بشكل عام.
وأبرز رئيس الخلية الرياضية المحلية بولاية أمن فاس، عبد النبي الضاوي في مداخلة له، المجهود الكبير الذي تبذله الخلية في مرافقة وتأطير الجمهور الزائر عند قدومه للعاصمة العلمية لمتابعة المباراة وتشجيع فريقه إلى غاية مغادرته.
وقال عبد النبي الضاوي، إن أسباب الشغب معقدة ومركبة، مبرزا أن شرارة الشغب بنسبة كبيرة تنطلق بوجود القاصرين داخل المدرجات.
وأوضح رئيس الخلية الرياضية المحلية أن محاصرة والقضاء على العنف ليست مرتبطة فقط بالجمهور، حيث يمكن أن تقع أحداث وسط الملعب تنتقل بسرعة آثارها للجمهور، وهو ما يتطلب رؤية شمولية ومسؤولية جماعية للتصدي للعنف بشكل عام.
وأشار عبد النبي الضاوي، إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني في إطار عملها الإستباقي للتصدي لظاهرة الشغب، عملت على برمجة تكوينات لأطرها الأمنية في كيفية التعامل مع ظاهرة الشغب والعنف في الملاعب، وإحداث بنيات أمنية مركزية لتتبع الجمهور وتأطيره ومواكبته.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أكد محمد الموجه، حكم سابق أن ظاهرة الشغب أصبحت تسيء لملاعب الكرة الوطنية ولصورة الرياضة الوطنية وخصوصا كرة القدم.
وأضاف أنه لمعالجة الظاهرة يتوجب تجاوز بعض الأفكار التي تخلق نوعا من التعصب لدى المجموعات المشجعة، ليحتفظ بأمله في أن تصبح الملاعب فضاءا فرجويا بامتياز تؤثثه الجماهير بالتشجيع، وهو ما سيعود بالنفع على الفريق والحركة الاقتصادية للمدينة.
ومن جهتها، قالت رئيسة جمعية ريحانة للتنمية والأعمال الاجتماعية، إحسان بلوق، إن الندوة رفعت شعار “جميعا من أجل بيئة رياضية سليمة”، مؤكدا أن الهدف يكمن في بلورة موقف مدني تجاه ظاهرة الشغب وتفكيك سياقاتها ودوافعها.