قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، إن فتح قنصلية عامة بالداخلة، تمثل ست دول من “منظمة دول شرق الكراييب”، يؤكد على الدعم المتزايد لمغربية الصحراء.
وأوضح السيد بوريطة، في لقاء صحافي مشترك مع الوزير الأول لكومنويلث دومينيكا، السيد روزفلت سكيريت، عقب افتتاح قنصلية عامة لمنظمة دول شرق الكراييب بالداخلة، أن “ميزة هذه القنصلية أنها ليست لبلد واحد بل لست دول تمثل منظمة دول شرق الكراييب (..)، مما يؤكد على الدعم المتزايد لمغربية الصحراء ولتعزيز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.
من جهة أخرى، أبرز السيد بوريطة عراقة العلاقات بين المغرب وكومنويلث دومينيكا وقوة الشراكة التي تجمع بينهما، برعاية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنذ اللقاء الذي جرى بين جلالته وبين السيد سكيريت منذ ست سنوات، مؤكدا أنه منذ ذلك الوقت عرفت العلاقات تطورا مهما جدا في كل المجالات، حيث أعطى البلدان نموذجا لشراكة متنوعة (فلاحة، تنمية بشرية، تكوين، دعم وحوار سياسي متواصل).
واعتبر السيد بوريطة أن هذه الزيارة لها “طعم خاص” لأنها تهم مدينة الداخلة والصحراء المغربية، مما يعطيها رمزية خاصة من خلال افتتاح قنصلية لدول منظمة شرق الكراييب، وأهمية خاصة مع التوقيع على خارطة طريق للتعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأشاد بالدعم الشخصي للوزير الأول لكومنويلث دومينيكا، الذي كان “حاسما” في تعزيز حضور المغرب في منطقة الكراييب، مبرزا أن مواقفه الشخصية والثابتة لدعم الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها على صحرائها “كانت واضحة منذ اليوم الأول” وفي كل المنظمات الإقليمية وعلى مستوى الأمم المتحدة.
وأكد، في هذا الصدد، أن سكان المنطقة يشهدون على هذا الموقف الداعم والواضح لأنهم شاركوا، أكثر من مرة، في ورشات مجموعة 24 التي تعقدها الأمم المتحدة في منطقة الكراييب، وكان دور السيد سكيريت، كدبلوماسية، مهما جدا لدعم حضور ممثلي الأقاليم الجنوبية في هذه الاجتماعات ودحض كل الادعاءات المتعلقة بتمثيلية سكان هذه الأقاليم.
وأشار السيد بوريطة إلى أنه تحدث مع السيد سكيريت حول كيفية تعزيز التعاون، من خلال هذه القنصلية، بين المملكة المغربية ومنظمة دول الكاريكوم، التي تضم 14 دولة من منطقة الكراييب، مؤكدا إمكانية الاشتغال مع الوزير الأول، وبدعم منه، على تهييئ منتدى بين المغرب والكاريكوم، مثل منتدى المغرب والباسيفيك المنعقد بالعيون منذ ثلاث سنوات، لعقده في الداخلة، ربما قبل نهاية هذه السنة.
واعتبر، في هذا الإطار، أن التعاون بين دول الكاريكوم الأربعة عشر والمملكة المغربية، انطلاقا من الداخلة، يمكن أن يشكل رافعة لتطوير العلاقات في مجموعة من المجالات بالاعتماد على العلاقات الثنائية الإيجابية جدا مع هذه الدول، مذكرا بأن 12 دولة تقريبا من بين 14 غيرت اليوم موقفها من قضية الصحراء المغربية.
وأكد السيد بوريطة أنه يتعين الانكباب، اليوم، حول أرضية مشتركة للعمل والتعاون بين المغرب وهذه الدول ال14 في مجالات الفلاحة والصيد البحري والسياحة والتكوين وغيرها.
وخلص إلى أنها “مرحلة مهمة في علاقاتنا الثنائية، وهي كذلك مرحلة مهمة لتطوير التعاون بين المملكة المغربية ودول هذه المنطقة”.
وجرت مراسم افتتاح هذه القنصلية بحضور، على الخصوص، وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والعلاقات مع الجالية بالخارج بكومنويلث دومينيكا السيد كينيث داروكس، ووالي جهة الداخلة-وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال، بالإضافة إلى مسؤولين ومنتخبين محليين.
وتجدر الإشارة إلى أن نحو 24 دولة حتى الآن فتحت تمثيليات دبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وشهدت مدينة الداخلة دينامية دبلوماسية قوية مع تدشين قنصليات كل من جمهورية سيراليون، والسنغال، وغامبيا، وغينيا، وجمهورية جيبوتي، وجمهورية ليبيريا، وبوركينا فاسو، وجمهورية غينيا بيساو، وجمهورية غينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى جمهورية هايتي.