تم، اليوم الأربعاء، تنظيم المنتدى الجهوي الأول حول الإعاقة بمبادرة من جامعة محمد السادس للعلوم الصحية بالدار البيضاء، تحت شعار “النموذج التنموي الجديد ورهان الإندماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية الإعاقة”.
ويهدف هذا المنتدى، المنظم بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالة التنمية الاجتماعية ومجلس مدينة الدار البيضاء، التأكيد على ضرورة إشراك هؤلاء الأشخاص وتعزيز قدرات الجمعيات الناشطة في هذا المجال.
كما شكل هذا المنتدى، المنظم في إطار الاحتفال باليوم الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة، فرصة سانحة للفت الانتباه من خلال شهادات حية لعدد من الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الإكراهات التي يواجهونها وإبراز قوة شخصيتهم ومثابرتهم للنجاح في دراستهم وحياتهم المهنية.
وفي هذا الصدد، دعا كل من الفنانة وئام رضوان، والرياضي رضوان واصف، والفاعلة الجمعوية سميرة بختي، في شهاداتهم إلى تغيير نظرة المجتمع إلى الأشخاص ذوي الإعاقة واعتبار هؤلاء قيمة مضافة من خلال المهارات والطموحات التي يمكن أن تسهم في تنمية المجتمع.
وتقدمت وئام رضوان، التي وقعت على مشاركة مميزة في البرنامج الموسيقي العربي “ذا فويس”، بشهادة مؤثرة عن مسيرتها الأكاديمية، مشيرة إلى أنها بفضل مثابرتها تمكنت من الحصول على البكالوريا في علوم الرياضيات وإجازة في الأدب الإنجليزي مع مرتبة الشرف.
وتابعت بالقول إنها عانت، طيلة مشوارها الدراسي، من سهام نظرة العطف، داعية الآباء إلى دعم أطفالهم المعاقين وعدم اعتبارهم عبئا.
وأضافت أنه بفضل دعم الأسرة، تمكنت من النجاح في دراستها ودخول سوق العمل كمُدرسة للغة الإنجليزية بينما كانت تسعى وراء شغفها كمغنية.
من جانبه أكد رضوان واصف، بطل ألعاب القوى، على دور الرياضة في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرا إلى أنه من خلال هوايته استطاع إظهار قدرات هؤلاء الأشخاص حيث رفع راية بلاده في العديد من المحافل الرياضية الدولية.
وتميز هذا الملتقى بعرض فني من أداء مجموعة من الطلاب حول موضوع الإعاقة، وورش عمل، وأنشطة ترفيهية للأطفال ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى موائد مستديرة حول هذا الموضوع بقيادة ممثلين في هذا المجال.
وبهذه المناسبة ، أجمع المتحدثون على أهمية اعتماد مقاربة مندمجة بهدف العمل على تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما من خلال دعم الجمعيات النشطة في هذا المجال، وتعزيز السياسات العمومية المتكاملة الموجهة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلا عن الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لهؤلاء الأشخاص وتعزيز إمكانيات الولوج.
كما شددوا على أهمية تغيير العقليات ونظرة المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبار أن الولادة بإعاقة ليست النهاية وبامكان لهؤلاء الأشخاص، بفضل دعم جميع الفاعلين، المساهمة في تحقيق تنمية المجتمع.