
مع ارتفاع درجات الحرارة وعودة المهاجرين : موسم العطش ينطلق من جديد في خريبكة..!
عبدالله الفادي
ككل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تعود أزمة الماء الصالح للشرب لتلقي بظلالها الثقيلة على ساكنة مدينة خريبكة، في مشهد مألوف بات جزءًا من معاناة موسمية متكررة.
في عز فصل الصيف، وأمام الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، يجد المواطن الخريبكي نفسه مجددا مضطرا لخوض رحلة البحث عن الماء، بسبب الانقطاعات المتكررة وطول فترات الجفاف داخل الأحياء السكنية، ما يحول الحياة اليومية إلى صراع مرير مع العطش، ويدفع بالكثيرين إلى الارتحال نحو الضواحي، في مشاهد لا تليق بمدينة تلقب بـعاصمة الفوسفاط العالمية.
المدينة المنجمية، التي يفترض أن تتهيأ لاستقبال جاليتها المقيمة بالخارج خلال العطلة الصيفية، تقدم اليوم صورة غير لائقة، حيث تقابل فرحة العودة إلى أرض الوطن بخيبة هذا المشكل، وتدفع العديد من الزوار إلى قضاء أقل وقت ممكن بها، مفضلين التوجه نحو مدن أخرى تتوفر على الحد الأدنى من شروط الراحة.
الأدهى من ذلك، أن أزمة الماء تتزامن مع تنظيم تظاهرات كبرى مثل الاستعداد لمهرجان السينما الإفريقية، الذي يفترض أن يرفع من إشعاع المدينة الثقافي والسياحي، فكيف يمكن أن تحقق هذه الأهداف في غياب الماء، أبسط مقومات الاستقبال والضيافة؟
الجهات المسؤولة، كالعادة، تتحدث عن بالأسباب نفسها، المرتبطة بالفرشة المائية، والاعطاب تقنية هذه الأخيرة تكاد لا تنتهي، واصبحت هي الاصل، لكن دون حلول جذرية تضع نقطة النهاية لمعاناة السكان، الذين ما زالوا يطالبون بتدخل عاجل وفعال يعيد إليهم حقهم المشروع في التزود المنتظم بالماء في شهور صعبة بحرارتها.
ومن الواضح أن هذا الوضع لا يؤثر فقط على الحياة اليومية، بل ينسف أيضا فرص الاستثمار ويضعف طموحات التنمية، فكيف لمدينة نتمنى أن تكون صناعية ووجهة ثقافية أن تستقطب مشاريع وهي تعاني من عطش ؟لقد آن الأوان لتخرج الجهات الوصية من منطق التبرير إلى منطق الرفع من العمل، فالماء ليس كماليات.