عبدالله الفادي
بحضور نخبة من أبرز نجوم الرياضة الوطنية، من لاعبين وأطر تقنية وحكام ومسيرين، يتقدمهم عزيز بودربالة وفتحي جمال و وعبدالكريم الحضريوي وعزيز الصمدي وعبد الرحمان الحواصلي وسعيد خمليش و رضوان بقلال وجمال التريكي وهشام المهدوفي ويحي جبران وخليل الرويسي ومصطفى القرفي وحكيم دومو وطه المنصوري زيادة على شخصيات رسمية يتقدمهم رئيس المجلس الجماعي امحمد الزكراني وفعاليات من المجتمع المدني، توجت جمعية العيون الخضراء ” green eyes” في حفل كبير احتضنته الخزانة الوسائطية بمدينة خريبكة، ليلة السبت الأخير، أفضل رياضية ورياضي لسنة 2021 ووقع الاختيار على اللاعبة الدولية خديجة رميشي، حارسة المنتخب الوطني وفريق الجيش الملكي لكرة القدم، وذلك بعد أن وقعت على مسيرة موفق خاصة مع الكتيبة العسكرية، التي توجت معها بكل الألقاب المحلية خاصة البطولة والكأس، زيادة على بلوغ دور نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، التي نظمت بالعاصمة المصرية القاهرة خلال شهر نوفمبر من العام الماضي، وكذلك الإطار الوطني ومدرب المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة هشام الدكيك، الذي قاد بلادنا إلى تحقيق انجازات كبيرة من أبرزها بلوغ دور ربع نهاية كأس العالم الأخيرة بليتوانيا، وقبل ذلك الفوز بكأس العرب بأرض الكنانة على حساب منتخب الفراعنة وكذلك كأس أفريقيا للأمم.
هشام الدكيك، الذي تأثر لحفاوة الاستقبال والشهادات التي قيلت في حقه والشريط الذي تم عرضه ولخص جانبا من إنجازاته، اعتبر اختياره من طرف جمعية “العيون الخضراء” في حفلها السنوي في نسخته الأولى، وبحضور أبرز نجوم الرياضة والإعلام، تشريف كبير وفي نفس الوقت تكليف، خاصة وأن المنتخب مقبل على المشاركة في كأس العرب بالمملكة العربية السعودية، وأن هذه المبادرة التي اسعدته خاصة وأنها بمدينة وصفها بالرائدة في رياضة ‘الفوت صال’ بفريقها الذي فاز بسبع بطولات، ولها عناصر تحمل القميص الوطني، ستشكل له حافزا كبيرا من أجل الدفاع عن لقبه، معتبرا أن النجاحات التي يحققها هي نتيجة لعمل مشترك بين الجميع، واستحضر على الخصوص اسم حكيم دومو وطه المنصوري رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم المتنوعة و الإطار الوطني فتحي جمال وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية.
أما أحسن رياضية للسنة خديجة الرميشي، فعبرت هي الأخرى عن سعادتها بهذا التتويج الذي اعتبرته نتاج طبيعي لعملها المتواصل ولكل ما يقدمه لها فريقها الجيش الملكي بكل مكوناته، وللتشجيع والتحفيز الذي تقدمه لها أسرتها وشكرت الجميع، الرميشي قالت أن فرحتها الأكبر بكونها تكرم بمدينتها الأم خريبكة، وأنها ستعمل دائما على تشريفها.
وتجسيدا منها لثقافة الاعتراف لمن أسدوا خدمات جليلة للرياضة الوطنية على جميع المستويات وفي كل التظاهرات المحلية والجهوية والدولية، وإلى جانب تتويج احسن رياضية ورياضي لسنة 2021 ، عملت “العيون الخضراء” في حفلها الذي تخللته مجموعة من الفقرات الفنية وأخرى لا مست الجانب الروحي تماشيا مع طبيعة شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد، والذي كان قد استهل بعرض شريط وثائقي بعنوان “خريبكة منارة جهة خنيفرة – بني ملال” استعراض جزءا من تاريخ المدينة العمالية خاصة المرتبط بالمناجم، ودورها الاقتصادي كأكبر احتياط عالمي للفوسفاط، وما تزخر به في المجال الرياضي وكذلك الفني ومكانتها كعاصمة للسينما الإفريقية من خلال تنظيمها للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية والمرجان الوطني لعبدات الرما، تم تكريم مجموعة من الوجوه الرياضية سواء من القدماء أو الذين يواصلون مشوار العطاء، من بينهم العضو الجامعي الذي قدم الكثير على مدى سنوات طويلة للكرة المغربية بصفة عامة والقنيطرية خاصة، حكيم دومو، الذي طبع تواجده بكلمة مميزة واستحضر وجوها في مجال التسيير انتقلت إلى جوار ربها خلال السنوات الأخيرة، في مقدمتها العضو الجامعي والرئيس السابق لعصبة تادلة أزيلال لكرة القدم و المسير لفريق أولمبيك خريبكة الذي سبق له كذلك رئاسة اللجنة المركزية للتحكم محمد الشهبي،
ودفع بالجميع للوقوف من أجل الترحم عليهم وتلاوة الفاتحة على أرواحهم، دومو صرح أنه والجامعة الملكية المغربية في خدمة الوطن والجمعيات وكل فعاليات المجتمع المدني والرياضة ككل، مؤكدا على أنه مستعد دائما للحضور ونهج سياسة القرب، بدعم من رئيس الجامعة الذي يهيىء الظروف المواتية من أجل اسعاد الناس بجميع المدن، وشكر ساكنة خريبكة على حفاوة الاستقبال وجمعية ‘العيون الخضراء’ على هذا الحفل الذي وصفه بالشيق، وإلى جانب ابن الأب الروحي للنادي القنيطري، تم تكريم طه المنصوري، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم المتنوعة، الذي يعتبر من بين كفاءات التسيير في بلادنا وأحد أهم المساهمين في سطوع شمس كرة القدم داخل القاعة ومنتخبها.
وتبقى فقرة التكريم البارزة في هذا العرس الرياضي، هي التي شملت الجيل الذهبي لفريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، الفائز بأول كأس للعرش خلال الموسم الكروي 2005/2006 والبطولة الوطنية 2006/2007 بقيادة الإطار الوطني الكبير الراحل مصطفى مديح، ووجود مجموعة من أبرز اللاعبين أمثال الحارس حمزة بودلال والمرحوم أقدار وبقلال و المهدوفي و التريكي و البزغودي والصواري وفلاح وامزيل وغيرهم من النجوم الذين ناب عنهم زميلهم المدرب الحالي للفريق الفوسفاطي عبدالصمد وراد، في تسلم درع التكريم، عميد ذلك الجيل عبر عن ساعدته المطلقة لهذه المبادرة التي وصفها بالراقية اتجاه المجموعة التي أدخلت لوصيكا عالم الألقاب، وواصل أنها على المستوى الشخصي ستمنحه دفعة قوية من أجل النجاح في مشواره التدريبي.
ودائما في إطار الاحتفال بفريق الراحل مصطفى مديح، شمل التكريم رموز التسيير الذين نجحوا في الوصول بالفريق إلى القمة، ويتعلق الأمر برئيسه السابق أحمد الشاربي، الذي تحمل هذه الهمة لمدة 17 سنة حقق خلالها نتائج و انجازات كبيرة، وفاز معه بالثلاثة، كأس الكؤوس العربية سنة 96 وكأس العرش 2006 والبطولة الوطنية 2007 زيادة على الحضور الوازن والمشرف في عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكونفدرالية وكأس النخبة العربية دورة فلسطين، الذي نظم بالدار البيضاء سنة 97 وإلى جانبه جدير ميلود، الذي شغل مهمة الكاتب العام طيلة 12 سنة قبل أن يصبح أول مدير إداري للوصيكا بداية من سنة 96 إلى غاية استقالته عام 2012 وكذلك رئيس المكتب المديري لنادي أولمبيك خريبكة الحاج قرواش، ساسة التسيير هؤلاء وفي حوار جميل مع منشطي الحفل تحدتا عن مسيرتهم الطويلة داخل القلعة الفوسفاطية، والأسباب و العوامل التي كانت وراء نجاحهم والتي تجلت على الخصوص في التخطيط المحكم والاستقرار الداري وكذلك التقني، والاهتمام بالعمل القاعدي و التكوين، والاعتماد على أبناء الفريق الذي كانت تفرضه الإمكانيات المالية المتوسطة إذ أن الفوز بالكأس والبطولة تحقق بميزانية لم تتجاوز 400 مليون سنتيم، مشيرين أن الفريق كان يتوفر على إدارة عصرية جعلته يكون أول نادي محترف، واعترافا كذلك بالدور الذي لعبته الأطر التي أشرفت على الإدارة التقنية في تلك الحقبة خاصة المهدي فاريا وجواد الملياني ومصطفى مديح ومعهم مدربي مختلف الفئات العمرية، وعرفت فقرة تكريم هذا الرباعي، عرض شريط وثائقي عاد بالحضور إلى لحظات تاريخية في مشوار القبض على الثنائية الخالدة.
كما كرمت “green eyes” في هذا الحفل في نسخته الأولى، نجم الكرة الخريبكية والوطنية خلال سنوات التسعينات الدولي السابق العربي حبابي، الذي يعتبر من أهم اللاعبين الذي حملوا الوان لوصيكا على مر التاريخ، والذي حمل كذلك القميص الوطني ولعب أساسيا في مونديال أمريكا 96 واحترف بكل من تونس والسعودية قبل أن يختم هذا اللاعب الذي كان يلقب بمارادونا المغرب المشوار مع الوداد، وتفاعل جميع الحضور مع مهارات هذا اللاعب والأهداف التي سجلها في نهائي كأس الكؤوس العربية وكأنها وليدة تلك اللحظة بعد العودة إليها في لقطات تم عرضها، وتخلف المحتفل به عن الحضور وناب عنه زميله الإطار الحالي سعيد خمليش في تسلم درع التكريم.
كما شمل التكريم اللاعب السابق لفريق أولمبيك خريبكة والمنتخب الوطني لكرة السلة، والكاتب العام كذلك السابق للجامعة الملكية المغربية لنفس النوع الرياضي والذي سبق له كذلك رئاسة كل من فريقه الأم ونادي لوصيكا للسباحة، وهو حاليا عضوا بالمكتب المديري للأولمبيك، واطار عالي بالمجمع الشريف للفوسفاط ومسؤول عن البنات التحتية الرياضية لنفس المؤسسة المواطنة.
وكان هذا الحدث الرياضي مناسبة لشكر مختلف الجهات التي لها دور في النهوض بالحركة الرياضية بخريبكة، وهكذا تم تكريم عدد من المسؤول من رجال السلطة وعناصر وتعلق الأمر بعامل عمالة الإقليم حميد اشنوري، وباشا المنطقة الأولى السيد العالمي وكذلك مدير المجمع الشريف للفوسفاط قطب خريبكة.
وفي ختام هذا الحفل الذي كان ناجحا على جميع المستويات، قال رئيس الجمعية المنظمة السيد سفيان الرشيدي، صرح أن الحفل ربط الماضي بالحاضر من خلال تكريم أجيال مختلفة في مقدمتها الفريق الذهبي لأولمبيك خريبكة لكرة القدم، إلى جانب العربي حبابي وشخصيات أخرى والاحتفال بأحسن رياضية ورياضي في تجسيد للثقافة الاعتراف.
وواصل رئيس “العيون الخضراء” الذي اعتبر أن هذا الحفل كان ناجحا وتميز بحضور نخبة من نجوم الرياضة ببلادنا، في تصريحه الصحفي أنه كواحد من أبناء خريبكة، سيعمل على خدمة شبابها الرياضي، معتبرا أنها تتوفر على أبطال في عدد من الأصناف الرياضية، وأن “العيون الخضراء” مستعدة لدعمهم وتأطيرهم ومواكبتهم، واعطاء خريبكة الإشعاع الذي تستحقه.
سفيان الرشيدي، شكر كل الذين ساهموا في إنجاح هذا العرس، في المقدمة عامل إقليم خريبكة، ومدير المجمع الشريف للفوسفاط موقع خريبكة، وكل الضيوف وساكنة المدينة والصحافة الرياضية المحلية والوطنية.