إعداد : حميد المديني•
الكاتب محمد قاسو كاتب وشاعر، ولد بفكيك بتاريخ 16 / 2 / 1960 ، إطار متقاعد بالمكتب الشريف للفوسفاط، انخرط في العمل النقابي ( كدش) والسياسي منظمة العمل الديمقراطي و 23 مارس،عاصر الفترة الذهبية لليسار المغربي، يومها كان الكتاب سلعة رائجة وبعض مؤلفات الفلاسفة والمفكرين الاشتراكيين تلقى إقبالا كبيرا من طرف قراء نوعيين، اعتقدوا فيها الحقيقة والقدرة على فهم الواقع وتحليله وبالتالي لا يمكن دحضها بأية حجة أو برهان، ولا يمكن لأية أدبيات فكرية أن تكون ندا لها لذلك تعلقوا بها إلى درجة التقديس. وفي تلك الحقبة ( السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي) ولكي يجد المناضل مكانا له وسط الرفاق لا يكفي الصمود بل كان ضروريا أن يتسلح بالفكر والمعرفة، وان يقبل على قراءة الكتب بنهم.
• الكاتب واهتماماته الأدبية
تتنوع اهتمامات الكاتب محمد قاسو بين القصة القصيرة والشعر، ويكتب باللغتين العربية و الفرنسية ، اختار أن ينشر إبداعاته الأدبية في الفضاء الرقمي، فمجموعة من القصص تتطرق من حيث الموضوع إلى ما تختزنه الذاكرة، وتتوزع بين ما عاشه من تجربة قصيرة في أنفاق المنجم مكنته من نقل همومه كعامل وهموم الطبقة العاملة ومشكلاتها الاجتماعية التي لا تخلو من طرائف بأسلوب بسيط وصادق يولد لدى القارئ إحساس قوي بحجم المعاناة النفسية والمادية للعمال وتضحياتهم الجسيمة. وبين الحنين إلى ماضي الطفولة وحبه الجارف إلى “الواحة ” مسقط رأسه.
• الكاتب و الأدب المنجمي
ما أنتجه الكاتب محمد قاسو من قصص هي بمثابة تأريخ لهمومه وهموم العمال ومشاكلهم الاجتماعية في فترة زمنية محددة، وما يميزه عن باقي كتاب القصة القصيرة في ( الأدب العمالي) هو انه لا يكتب من خلال ما يراه ويسمعه بل من خلال أحاسيسه وتجربته كعامل في المناجم الباطنية محطما الجسر الذي يربط الأديب بالعامل في هذا النوع من الأدب. لذلك جاءت قصصه بأسلوب صادق في نقل صور المعاناة وعرضها لقراء تقاسموا معه نفس التجربة وآخرون عاصروا تلك الظروف التاريخية وجيل جديد لا يعلم عنها شيئا.والأدب العمالي أو المنجمي – حسب بعض الباحثين – ارتبط بهموم الطبقة العاملة، ومن أشهر الأعمال الروائية التي رصدت لنضال العمال نجد رواية (جيرمينال) للكاتب الفرنسي (إيميل زولا) التي نشرها سنة 1885 و هو كان كاتبا ذو نزعة إشتراكية ، وروايته (جيرمنال) هي رواية النضال من أجل مستقبل الطبقة العاملة في المناجم الفرنسية .
وفي المغرب يمكن إعتبار (الإلتزام السياسي) بمفهومه الإيديولوجي أساسا هو الجسر الذي إلتقى فيه كل من الأديب والعامل لينتجا معا ما بات يعرف ب (الأدب العمالي) . إلا أنه لم يرق إلى أفق أدب عمالي قائم الذات له خصوصياته وأقانيمه المتميزة على غرار ما أنتجه الأدب الغربي والروسي. لكن تبقى قصة (كما هي العادة) للقاص والصحفي الفقيد عبدا لجبار السحيمي التي نشرت ضمن مجموعته القصصية اليتيمة (الممكن من المستحيل) عن مطبعة الرسالة سنة 1965 أول علامة قصصية مائزة وإبداعية أنطلوجية.ويمكن أن تكون قصص الكاتب محمد قاسو التي نالت أعجاب كتاب ونقاد مغاربة معروفين علامة قصصية مائزة باعتبارها صادرة عن عامل عاش التجربة وينقل لنا المعاناة من الداخل بأحاسيس صادقة وأسلوب بسيط و جميل.
• الكاتب والحنين إلى الواحة.
وأبدع الكاتب مجموعة من القصص القصيرة منطلقا من حنينه واشتياقه والرغبة في العودة إلى مرحلة طفولته بالواحة التي تمثل مسقط رأسه، والى تلك الأوقات الجميلة أو الهادئة والسعيدة التي عاشها في الماضي مع عائلته الكبيرة والصغيرة، كما ينقل لنا أحداثا وصورا وشخصيات ووقائع عاشها بصحبة ذلك المجتمع الصغير بالواحة كرمز للحياة في بيئة قاسية، وكذلك مميزات المناطق الصحراوية ومناخها وتضاريسها ونمط العيش فيها وحكمة أهلها وطيبوبتهم.
• الكاتب والأصدقاء
كون الكاتب محمد قاسو مجموعة من الصداقات منذ مجيئه إلى مدينة خريبكة والاستقرار فيها في أواخر السبعينيات من القرن الماضي إلى اليوم، من العمال و الأطر والكتاب والشعراء، وسبق له أن التقى الكاتب المغربي محمد شكري وزاره في بيته، كما تربطه علاقة صداقة مع كتاب مغاربة معاصرين كالكاتب سليمان الهواري والكاتب الطاهر محفوظي …
• منشورات الكاتب
نشر الكاتب عددا من القصص في الفضاء الرقمي على حلقات نذكر منها: • المنجم – المنجم النزول إلى الجحيم – الأستاذ في باطن الأرض – الإقطاع في المنجم – هلوسات منجمية – من نوادر المنجميين- شهيد المنجم- يوم منجمي- الأستاذ و المنجمي – وجبة غذاء في باطن المنجم – مع هذه القهوة الصباحية – ابن الواحة – سيدي القاضي – شبح معلمة في المطر- رحلة الثعبان – الحكيمة والغريب – الهجرة النبوية إلى فكيك – شوق وحرمان وسجن الانتظار… كم نشر أيضا قصصا باللغة الفرنسية وكذلك قصيدة شعرية.