
سطات – نظم معهد علوم الرياضة بجامعة الحسن الأول بسطات، بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، أمس الجمعة، ندوة وطنية حول موضوع “الجامعة ورهان تطوير رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة”.
ويندرج هذا اللقاء في إطار أسبوع الرياضة المنظم بجامعة الحسن الأول تحت شعار “الجامعة ورهان تطوير رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة”، وتتويجا لمسار التعاون والشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة باعتبارها شريكا للجامعة في مجال التكوين.
وشهد الحدث مشاركة، لوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، ونائب رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
وبهذه المناسبة نوهت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، بالدور الذي تضطلع به الجامعة، في تشجيع البحث العلمي وتطوير المعرفة، وتعزيز التعاون بين الجامعات والحكومة، الأمر الذيً من شأنه المساهمة في بناء مجتمعات أكثر عدالة وإنصافا.
وأكدت الوزيرة على الدور الذي تلعبه الرياضة في التمكين وبناء الثقة في النفس، مشيرة إلى الدور الذي تلعبه الجامعة من خلال انخراطها في رؤى متقدمة، بشأن القضايا التي تهم مستقبل مجتمعنا، خاصة فيما يتعلق بالمجال الاجتماعي، وعلى الخصوص موضوع الإعاقة من خلال ما تتيحه المعرفة العلمية من أدوات تحليل ومقترحات عمل.
واستحضرت ابن يحيى العنـايـة الفائقة التي يوليها صـاحب الجلالة الملك محمد السـادس، لحماية وتعزيز حقوق الأشـخاص في وضـعية صـعبة والنهوض بأوضـاعهم، مذكرة بالسـياق الوطني المتميز بإطلاق الورش الملكي المتعلق بالإصلاح الشامل لمنظومة الحماية الاجتماعية.
وأضافت، أن جهود الحكومة في المجال الاجتماعي تستند إلى المستجدات القانونية المرتبطة بالأشخاص في وضعية إعاقة، بما تتضمنه من مقتضيات تخص الحقوق الإنسانية للمواطنين والمواطنات، مع ضرورة وضع وتفعيل سياسات موجهة لألشخاص في وضعية إعاقة وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات، والنهوض بها، تماشيا مع التزامات المغرب تجاه الاتفاقيات الدولية.
وأشارت إلى السياسة العمومية التي أعدتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، للنهوض بحقوق الأشخاص في وضـعيـة إعـاقـة، عبر تقديم رؤية اسـتراتيجية واضحة، مع تحديد مجالات تدخل مشـتركة وتوافقية بين مختلف الفاعلين، بالاستناد على مجموعة من الرافعات الاستراتيجية الهادفة إلى إدخال الإعاقة في المخططات التنموية، ودمج بعد الإعاقة في المخططات التنموية على المستوى الترابي، والوطني في الميزانيات القطاعية، وإذكاء الوعي بحقوق الأشخاص فيةوضعية إعاقة، وتعزيز بنيات الاستقبال والتوجيه.
واختتمت الوزيرة مداخلتها بالقول، أن أجرأة السـيـاسـات العموميـة المندمجة للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعـاقة، تتم عبر محاور وأوراش وتدابير مخطط العمل الوطني الثاني، الذي يتضـمن خمسـة محاور أسـاسـية، يمكن أن تشـكل مواضـيع للتكوين داخل الجامعة، وتهم الوقـايـة من أســبـاب الإعاقة وتوفير بيئـة ولوجـة، وتعزيز التضـامن والتمكين الاقتصادي، والمساواة والدمج الاجتماعي.
من جانبه، قال كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، عبد الجبار الراشدي، أن اختيار موضوع هذه الندوة، الذي يهتم بالبحث في قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة، والبحث في الشؤون المتعلقة برياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، وعلاقته بقضايا الإعاقة والإدماج الاجتماعي، يمكن أن يساهم في تقديم أفكار ومقترحات للفاعل العمومي لتحسين أدائه وتطوير سياسته العمومية.
وأضاف الراشدي، أن البحث العلمي والتكنلوجي، في زمننا أصبحت تساهم في خدمة الأشخاص في وضعية إعاقة، وتزيح الحواجز والقيود عنهم، وتساعدهم في تحقيق استقلالهم، وتقليل حاجتهم للأخرين، مشيرا إلى دور الجامعة في المساهمة في ذلك، عبر دعم البحث العلمي والأكاديمي.
وأكد كاتب الدولة، أن المغرب حقق عدة مكاسب، حيث انتقل من المقاربة الإحسانية، إلى اعتماد المقاربة الإدماجية، وذلك على غرار العديد من دول العالم والدول المتقدمة، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وكتابة الدولة، توج بإصدار المرسوم المتعلق ببطاقة الشخص في وضعية إعاقة.
بدوره، قدم نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، عبد المجيد مكني، نبذة عن اللجنة التي يمثلها، والكيفية التي تتعامل بها مع الدول الموقعة على الاتفاقيات الدولية المرتبطة بموضوع الإعاقة، والدور الذي تلعبه هذه اللجنة بشراكة مع هذه الدول، من خلال السهر على الاهتمام بإدماج الأشخاص المعاقين، من خلال كل ما هو ثقافي وترفيهي ورياضي.
وأكد مكني على ضرورة الاشتغال على هذه الاتفاقية الخاصة بالأشخاص المعاقين، عبر التركيز على قطاعات، التعليم والصحة والشغل، والحماية الاجتماعية، التي
تشكل صلب هذه الاتفاقيات الدولية، التي تحافظ المكتسبات التي تحققت للأشخاص في وضعية إعاقة.
وأشاد مكني بهذا التكوين الذي يوفره معهد علوم الرياضة، والدور الذي يمكن أن يلعبه في تطوير رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، وذكَّر بالإنجازات التي حققها الرياضيين البارالمبيين، خلال كل الاستحقاقات الدولية.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جامعة الحسن الأول، عبد اللطيف مكرم، أن هذا اللقاء شكل فرصة لمد جسور التعاون مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عبر دعم برامج التكوين الأساسي والمستمر، ودعم مشاريع البحث العلمي والملتقيات، فرصة للتحسيس حول أهمية الرياضة في دعم الإدماج الإجتماعي.
وأشار الرئيس إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة في تحقيق الادماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة، عبر خلق تكوينات تراعي احتياجاتهم، وتساهم في خلق فرص الشغل لهذه الفئة، ومساعدتها على الاندماج وتحقيق التمكين الاقتصادي لهم.
وشكلت هذه التظاهرة لحظة تعبئة جماعية حول رؤية موحدة تهدف إلى جعل الرياضة رافعة للإدماج الاجتماعي، والتكوين الأكاديمي، وفضاء للابتكار والمساواة والانخراط المجتمعي.
وتم خلال هذا اللقاء توقيع اتفاقيتي شراكة، الأولى بين الجامعة ووزارة التضامنوالإدماجالاجتماعيوالأسرة، والثانية بين الجامعة وكتابة الدولة المكلفة بالإدماجالاجتماعي، كما تم تكريم عبد المجيد مكني، وعدة أبطال بارالميين.