بدأت سوق كراء منازل قضاء العطل، التي تعرف إقبالا كبيرا خلال عطل موسم الصيف، تستعيد عافيتها تدريجيا، وذلك تزامنا مع استئناف الرحلات الجوية الدولية وعودة المغاربة المقيمين بالخارج.
وبعد صيف 2020 الذي طبعته جائحة (كوفيد-19)، تشهد سوق كراء منازل قضاء العطل انتعاشا خلال هذه السنة، وذلك بفضل حملة التلقيح التي نُفذت على نحو جيد في المملكة، مما أتاح للمواطنين السفر والاستمتاع بالعديد من الإمكانات السياحية التي تزخر بها البلاد.
وعلى الرغم من دخول حظر التجول الليلي حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة التاسعة مساء، فقد اجتذبت هذه المرافق العديد من السياح، لا سيما المغاربة المقيمين بالخارج الراغبين في الاستفادة من العطلة الصيفية وزيارة المدن الساحلية.
ويتمظهر الإقبال الكبير على كراء منازل العطل في عدة وجهات مشهورة لدى زوار الصيف، منها المنطقة الشمالية، أكادير، مراكش، الصويرة، وغيرها.
وفي هذا الإطار، أكد وكيل عقاري بمدينة طنجة أن هذا الإقبال على كراء المنازل استمر منذ فترة نهاية الإمتحانات المدرسية والجامعية، مشيرا إلى أن الأسعار تتفاوت حسب نوعية العين المكتراة (إقامة سكنية، أو شقة، أو فيلا) ومدة الكراء.
وأضاف أن “معظم زبنائنا الآن هم من الجالية المغربية المقيمة بالخارج”، معربا عن أمله في أن تساعد عائدات هذه السنة في تعويض بعض الخسائر الفادحة التي لحقت بهذا النشاط.
من جهته، أبرز صاحب منزل للعطل بأكادير اهتمام السائحين الشديد بهذه المدينة الساحلية، مشيرا إلى أنه أكرى منزله الواقع في إقامة سكنية منذ بداية شهر يوليوز الماضي إلى غاية متم غشت الجاري.
وقال “تشهد منطقتي إيمي وادار وتغازوت تدفقا كبيرا وتجذبان سياحا من جميع الجهات، الأمر الذي أفضى إلى كراء العديد من المنازل أو حجزها بأسعار معقولة طوال فترة الصيف”.
أما بالنسبة للأسعار، يضيف، فتتراوح بشكل عام بين 400 إلى 700 درهم لليلة الواحدة بالنسبة لشقة تطل على البحر، وتتكون من غرفتي نوم وغرفة استقبال، بينما يبلغ سعر الفيلات ما بين 1200 و 2000 درهم، مشيرا إلى أن هذه الأسعار ترتفع تبعا لزيادة الطلب.
وبحسب إحصائيات موقع “مُبوب” العقاري، اكتسب الطلب في هذا القطاع زخما كبيرا في الأشهر الأولى من سنة 2021، على الرغم من الوضع الصحي، و”يبدو أن هذه الدينامية مستمرة وتبشر بآفاق مشجعة”.
وفي ما يتعلق بالأشهر الأربعة الأولى من سنة 2021، انخفض المعروض من العقارات المخصصة لكراء قضاء العطل بنسبة 52 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2020، بينما انخفض المعروض من الشقق بنسبة 56 في المائة.
وتشير الإحصائيات أيضا إلى أن مراكش تحتضن في الوقت الراهن 41 في المائة من المعروض مقارنة بـ 40 في المائة 2020، وأن سعر الليلة في شقة بهذه المدينة يبلغ 500 درهم، أي (ناقص 35 في المائة) مقارنة بالسنة الماضية.
وبالنسبة للفترة من فبراير إلى مارس 2021، تم تسجيل تغير شهري بنسبة تبلغ 17 في المائة، وفقا لما أفاد به موقع “مُبوب”.
يبدو أن سوق كراء المنازل يحافظ على زخم جيد ويعتمد بشكل كبير على موسم الصيف هذا للتعافي بعد عام صعب طبعته تداعيات الجائحة، مع استشراف آفاق مشجعة في مختلف مناطق المملكة.