كلميم / شكل موضوع “تعزيز حضور المرأة في مهن الإعلام والصحافة بالأقاليم الجنوبية للمملكة” محور ندوة نظمت أمس الجمعة بكلميم، وتستمر على مدى يومين، بمبادرة من منتدى الجنوب للصحافة والإعلام.
ويسعى المنتدى من خلال هذه الندوة، المنظمة بتنسيق مع الفرع الجهوي للمركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان بكلميم – واد نون، إلى تسليط الضوء على إشكالية ضعف حضور المرأة في قطاع الصحافة والإعلام بالأقاليم الجنوبية، والعمل على تعزيز حضورها في هذا القطاع عبر تقوية قدراتها المهنية والقانونية والحقوقية، وإحداث آلية لضمان حماية حقوقها وصون كرامتها أثناء مزاولتها لعملها.
وأكد رئيس منتدى الجنوب للصحافة والإعلام محمد دنفور بهناس ، في كلمة افتتاحية، أن النهوض بأدوار المرأة في قطاع الصحافة والإعلام بالجهات الجنوبية الثلاثة لا يمكن أن يتم إلا من خلال النهوض بالمقاولة الصحافية والإعلامية وتوفير الدعم الكفيل بتمكين النساء في العمل وأداء مهامهن في جو من الاحترام وحفظ كرامتهن من أي استغلال أو تهديد بالعنف والتحرش الجنسي.
كما استحضر الأدوار الطلائعية التي تقوم بها العديد من المؤسسات والهيئات وفعاليات المجتمع المدني في سبيل حماية المرأة ومناهضة العنف والتحرش، خصوصا في المجال المهني.
من جهته، أبرز فريد خير الدين، نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بكلميم، رئيس الخلية الجهوية للتكفل بالنساء ضحايا العنف، أن دور المرأة أضحى يشكل عنصرا هاما في شتى القطاعات والمجالات، مضيفا أنه لا يمكن تجاهل الدور الذي تقوم به المرأة في مجال الإعلام والصحافة، بعدما اقتحمت هذا المجال بكل ثقة وتفان في العمل وحققت لنفسها مكانة مرموقة فيه.
وشدد، في هذا السياق، على ضرورة تعزيز دور المرأة ومواكبتها من أجل تحقيق مزيد من النجاح والتفوق في هذا القطاع. ولذلك، يضيف السيد خير الدين، تعمل الدولة على توفير الحماية القانونية للمرأة عامة والمرأة الإعلامية على وجه الخصوص، وذلك عبر العديد من القوانين التي عززت المنظومة القانونية للمملكة.
وخلال هذه الندوة، انكب المشاركون، الذين يمثلون مؤسسات وهيئات قضائية وحقوقية وقانونية، فضلا عن إعلاميين وفاعلين جمعويين ومنتخبين وممثلي مصالح خارجية، على تدارس العديد من المواضيع المرتبطة بإشكالية تعزيز دور المرأة في شتى المجالات، لاسيما قطاع الصحافة والإعلام.
وأكد عدد من المتدخلين ، في هذا الصدد، أن إنصاف النساء لا يمكن أن يتم دون تمكينهن اقتصاديا وسياسيا وقانونيا وأيضا إعلاميا من خلال تحسين صورة المرأة وأنسنتها حتى تكون فاعلا أساسيا في المنظومة الإعلامية.
كما أبرزوا الجهود المبذولة من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، وتقريب المرأة من دوائر صنع القرار في مختلف القطاعات، مؤكدين أن معالجة ظاهرة العنف ضد النساء لا يمكن أن تتم فقط باعتماد المقاربة الزجرية وإنما بإرساء مقاربة تقوم على الوقاية والتحسيس ونشر ثقافة احترام الآخر.
كما تم التطرق إلى الخصائص الديمغرافية والسوسيو-اقتصادية للنساء على مستوى جهة كلميم – واد نون من خلال تقديم بعض المؤشرات حول الأمية في صفوف النساء والعنف ضدهن.
وجرى، على هامش هذه الندوة، التوقيع على اتفاقية شراكة تروم إحداث آلية لضمان حقوق المرأة العاملة في قطاع الصحافة والإعلام والنشر، وذلك عبر إحداث مركز للاستماع والإنصات والمصاحبة القانونية والنفسية.
ووقعت هذه الاتفاقية بين منتدى الجنوب للصحافة والإعلام، وهيئة المحامين بمحاكم الاستئناف بأكادير وكلميم والعيون، والمرصد الجهوي لمحاربة العنف ضد النساء، وجمعية الفردوس للمساعدة الاجتماعية والتنمية بكلميم، والفرع الجهوي للمركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان بكلميم.
وتتواصل أشغال هذه الندوة، اليوم السبت، بتنظيم ورشة تكوينية حول تعزيز قدرات النساء العاملات والمهتمات بمجال الصحافة والإعلام، وكذا العاملات في مصالح وأقسام الاتصال والتواصل بمؤسسات عمومية ومجالس منتخبة وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بمجال حقوق الإنسان.