أكد الكاتب العام لقطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، السيد عبد الإله عفيفي ، اليوم الثلاثاء بالجديدة، أن المملكة تتوفر على مؤهلات قادرة على جعل الصناعات الثقافية رافعة أساسية من رافعات التنمية الشاملة.
وأوضح السيد عفيفي ، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لندوة وطنية حول موضوع “الصناعات الثقافية والابداعية وتحديات التنمية”، أن هذه المؤهلات تتمثل أساسا في ، تنوع ثقافي وفني وتعدد لغوي يمد الهوية الوطنية بسمات الغنى ومؤهلات الابتكار والإبداع، وتراث ثقافي وطني مادي وغير مادي محفوظ وفق المعايير الدولية وبعض شواهده المادية وروائعه الشفهية مسجلة في لوائح التراث العالمي لليونسكو .
وأضاف خلال هذه الندوة المنظمة من طرف مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم بشراكة مع قطاع الثقافة وجمعية جهات المغرب، أنه من هذه المؤهلات أيضا، بنية تحتية وفضاءات ثقافية، منها مؤسسات ثقافية كبرى، منتشرة بجهات المملكة، وجاهزة لتشكل خلفية لوجيستيكية ضرورية للإقلاع الصناعي في كل حلقات الإنتاج والاستهلاك الثقافي، ورأسمال بشري وشباب قادر على تحويل مخزون بلادنا من الرأسمال الرمزي إلى حركة اقتصادية داعمة للتنمية.
وأكد أن الأمر يتعلق بمؤهلات واعدة تحتاج إلى انخراط كافة الفعاليات في هذا الأفق بحس وطني، وعلى رأسها نخب المعرفة والفكر والإبداع، معبرا عن ترحيبه بكل الاقتراحات والتوصيات الكفيلة بتحقيق الالتفاف العالمي على هذا الرهان ، وبالتالي وضع الصناعات الثقافية والابداعية في سكة الانطلاق بناء على ما تحقق من منجزات في هذا المجال ، إن على المستوى التشريعي أو على مستوى البنيات التحتية ورصيد البرامج والأنشطة الثقافية والفنية.
من جهة أخرى أبرز السيد عفيفي أن المغرب، بتجند كل قواه الحية، يصر دائما على التفاعل الايجابي مع التحولات التي تطرأ على الأنشطة الاقتصادية، ومع تحديات التنافسية الدولية، مضيفا أنه لذلك كان النقاش حول الصناعات الثقافية والابداعية حاضرا في كل الفضاءات ، وتقابله المؤسسات العمومية والخاصة بقدر كبير من الاهتمام والعناية.
وأشار إلى أن كل ذلك أسفر عن تنظيم المناظرة الوطنية الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية سنة 2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي توجت بتوصيات ومقترحات هامة.
من جانبه، قال رئيس مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة والعلوم، السيد محمد الدرويش، إن تنظيم هاته الندوة الوطنية سببه الأساس ، الإيمان بأن الصناعات الثقافية والإبداعية مدخل من مداخل النمو الواعد لكونها تشكل مكونا من مكونات الاقتصادات الدولية شريطة بناء تعاون بناء بين القطاعين العام والخاص.
وذكر بأن الاقتصاد الإبداعي يساهم بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي الدولي ، وهو قطاع يوظف ما يقارب 32 مليون شخص في العالم، كما يساهم في تشغيل عدد كبير من الشباب الامر الذي دفع مجموعة من الدول لايلاء عناية خاصة بهذا المجال لأن الابداع من صناعات الغد .
من جهته ركز رئيس جامعة أبي شعيب الدكالي، السيد يحيى بوغالب، على أهمية موضوع الندوة الوطني ، والذي يستأثر باهتمام فئات واسعة من المجتمع خاصة في أوساط المهتمين بالشأن الثقافي والأكاديميين.
وعبر رئيس الجامعة عن ارتياحه الكبير لاحتضان كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة أبي شعيب الدكالي هذه الندوة الوطنية بعد أن أرخت جائحة كورونا بتداعياتها على كافة الأنشطة.
وتروم هاته الندوة، المنظمة بتعاون مع الجمعية الاقليمية للثقافة بالجديدة وجامعة أبي شعيب الدكالي وكلية الاداب والعلوم الانسانية بالجديدة ، إدماج إشكالات الثقافة والتنمية في صلب النقاش العمومي، كما تتيح الفرصة للفاعلين من أجل طرح التصورات الكفيلة بالإجابة على الأسئلة التي يطرحها الإشكال المتمثل أساسا في الترتيبات التشريعية والتنظيمية الساعية إلى تثمين المنتوج الثقافي .
كما شكلت هذه الندوة مناسبة لتكريم العديد من الفعاليات الجامعية في مجال تدبير الشأن المحلي