عبدالله الفادي
** في كثير من الأحيان يكاد المتلقي لصحفنا الرياضية بمختلف توجهاتها وألوانها يصاب بالدهشة والحيرة لبعض الأخبار التي يقرؤها، فكم من مرة نجد خبرا واحدا يهم مثلا لاعبا من فريق ما انتقل إلى فريق أخر سواء داخل بطولتنا أو إلى عالم الاحتراف وتوديع دنيا الممارسة في عالم كروي مصاب بداء الهواية إلى حد العلة بالكاد يحاول في موسمها هدا البحت عن معبر للمرور إلى ممارسة محترفة، تختلف قيمة الصفقة ومدتها وغيرها من المعطيات من صحيفة إلى أخرى ومن كاتب إلى أخر في مشهد يصيب القارئ المسكين بالهذيان بين من يصدق وهو الذي يقطع ثمن جريدته من عرق جهده وخبز أولاده ومن حقه الوصول للحقيقة المطلقة بدون زيادة أو نقصان ولا يجد أمام هذه الوضعية التي نعترف أنها غير مشرفة بالمرة ولا تليق بنا نحن قوم الإعلام، ونحن في العشرية الثانية من الفرن الواحد ولعشرون وفي زمن لم يعد العالم كما يقال قرية صغيرة بل مجرد زقاق إلا اتهامها نحن أهل مهنة المتاعب بالكذب والضحك على المتلقي وغياب الاحترافية والمهنية وغيرها من الكلمات التي تصب كلها في قاموس غياب المصداقية ،و أصبح في نظره أن أغلبية الأخبار التي تتقاطر عليه يوميا مجرد كلام جرائد في انتظار دلائل الإثبات لكن الحقيقة التي يجب على الجميع معرفتها انه ليس هناك صحفي على وجه البسيطة يحب أن يكتب أشياء غير صحيحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية ،ولكن لو قدر لهذا القارئ مرافقتنا ونحن نحاول الوصول لحقيقة الأخبار سيعذرنا مليون بالمائة وسيردد كلمة{باز}و هو يشاهد بأم العين البعض من مسيري أخر زمن وهم يحيطون أخبار الفرق بقلاع حصينة يصعب تجاوزها وكأنها في ملكيتهم متناسين أن الأمر يدخل قي إطار مهامهم ومن الواجب عليهم مد الإعلام بكل الحقائق ومن خلاله الرأي العام هذا طبعا إذا ما عثر عليهم إذ كلما تعلق الأمر بمستجدات مهمة تستحق المتابعة الصحفية والاهتمام يفضل هؤلاء المسؤولين الاختفاء وجعل هواتفهم النقالة خارج التغطية بعيدا عن صداع الرأس ولتذهب الصحافة إلى الجحيم ومعها جمهور القراء،ويعرف معي الكل أهل الميدان أن السؤال عن الأشياء التي تهم الأرقام المالية يعد من الممنوعات و تجاوزا للخطوط الحمراء عند الكثيرين من ساسة الأندية .. وبين رحلة المتاعب للبحث عن الخبر ألف حكاية وحكاية من وجه إلى وجه تتنوع أسباب وأعذار عدم مدنا بما نريده بداعي أن الأمر ليس من اختصاصهم مما يؤكد لنا انه للأسف عند بعض الفرق الكروية وهي الأكثرية كل أعضاء المكاتب المسيرة لا دور لهم ومجرد ـ بيادق ـ عند الرئيس الذي يدود ويسود وهو الأمر والناهي بل أن الحديث للصحافة من طرف أي عضو خطر محدق عليه وعلى منصبه ويلغي عليه صفة لولاه ما كان هناك فريق ..وما هذه الأشياء إلا كيل من فيض فكيف في ظل هذه الصورة القاتمة نتهم بالكذب ونحن الذين نلهث عن من يروي عطشنا في صحراء قاحلة أبطالها مسيرون ابتدعوا مسرحية اسمها الصحافة النافعة وهي التي تطبل وتزمر لهم وتتغنى بانجازاتهم الوهمية وهذه تنعم بامتياز الحصول على الخبر و البقية تعرفونها ….. أما الصحافة الجدية التي تكتب بصفاء ونقاء ضمير فهي من المغضوب عليها وليس من نصيبها الوصول للحق المشروع في الخبر وبعد ذلك يطل علينا هؤلاء من شاشات التلفزيون يتحدثون على بعض ما يروج بكونه غير صحيح وان أبواب مكاتبهم مشرعة أمام الجميع وهواتفهم مفتوحة أمام الكل صباح مساء ويتهموننا بالتشويش على فرقهم والتأثير عليها وتحريض الجماهير ضدها بما نكتبه والحقيقة هي أنهم رأس المشكل يحدث كل هذا وهم يتحدثون على الاحتراف والتأهيل وغيرها من الأشياء التي مازالت بعيدة علينا مادامت عقلية التسيير عندنا هاوية فهل فهمتهم معاناتنا مع خبر ينشر في بضعة كلمات ويقرأ في لحظة..؟
ادعوا لنا بالصبر الجميل معهم واعذرونا إذا كنا مازلنا نعمل بمنهج حسب بعض المصادر المطلعة والقريبة وغيرها……..