عبدالله الفادي.
الحبيب المالكي، رغم ما يملكه من خبرة كبيرة وطويلة كسياسي محنك داخل حزب عبدالرحيم بوعبيد، لعقود من الأزمنة، ورجل دولة تحمل مهام رسمية وبلغ مناصب عليا، رئيس مجلس النواب، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، وزير للفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري، أميناً عاماً للمجلس الوطني للشباب والمستقبل، وغيرها كثير من المسؤوليات إلى جانب مكانته العلمية كأستاذ جامعي بعدد من الجامعات خاصة الدولية، كما خبر مجال الصحافة والنشر وله عدد من المؤلفات، فقد خسر رهان السينما وخسرت معه خريبكة الدورة الأخيرة من مهرجانها الدولي للسينما الإفريقية..
لكن السؤال المطروح كيف لرجل بكل هذا الثقل أن يحصد كل هذا الفشل؟
قد يكون جواب الجميع وبدون أي تفكير هو أن المالكي، بعيد كل البعد عن مجال السينما، وهذا الرد كنت سأتفق معه بدون أي تردد لو أن الدورة المنتهية انحصر فشلها في الشق السينمائي، لكن للأسف الشديد فقد سجلت الكثير من الملاحظات التي سيكون لها انعكاس كبير على مستقبل هذا العرس السينمائي الذي يفقد توهجه عام بعد آخر، ولس من المقبول أن تنطلي على رجل بتجارب لا تناقش، هي من البديهيات التي لن يسقط فيها حتى مسؤول صغير…
فأن يخضر إلى المهرجان في نشاط موازي بالسجن المحلي، هو الأهم على الإطلاق في الدورة لنوعيته ولكونه يستهدف السجين الإفريقي بالمغرب، شخصيات كبيرة من حجم محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، وإلى جانبه رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، وكذلك والي جهة بني ملال خنيفرة وعامل الإقليم وغيرهم من المسؤولين وضيوف الدورة، ويتخلف عن الحضور السيد المالكي ليس كشخص او كبرلماني عن دائرة خريبكة، بل كرئيس للمؤسسة فهذا أكبر من خطأ بروتكولي، ولم يغب سيادته عن هذا الحدث فقط بل عن أنشطة أخرى منها حفل الاستقبال والعشاء الذي نظم من طرف المجلس الجماعي على شرف الضيوف، وللحدث رمزيته لأنه مرتبط بالساكنة، وهذا فقط كاف للتوقف عن إثارة نقط اخرى والتحليل فيها، منها عدم حضور أي وزير حفل الافتتاح، عدم جلب أي دعم مالي جديد وأن المؤسسات المواطنة التي بها يعيش المهرجان من زمان هي التي ستتحمل كذلك هذا العام العبء وستصب خيراتها على المهرجان، ولنا في ذلك موقف يشترك معنا فيه الكثير من المهتمين، هو ضرورة مراجعة قيمة الاغلفة المالية التي نعتبرها كبيرة وعلى حساب أولويات أخرى خاصة وأن المهرجان لحد الآن لم يلعب ادواره الاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية و الترفيهية تنحصر في الغالب على المقربين ومعارف البعض من المتحكمين في الأمور الذين من بينهم من يستغل اليوم المهرجان لاستهداف كل من يخالفهم الرأي والتوجه، وهؤلاء من الأسباب التي دفعت برئيس مؤسسة المهرجان إلى الفشل، لكونه راهن على أوراق خاسرة، وعليه إعادة ترتيب الأمور بداية من هيكلة المؤسسة…