بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، افتتحت وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، اليوم الثلاثاء بالرباط، معرضا للصور التاريخية المؤرخة لهذا الحدث المهم في التاريخ السياسي والوطني المغربي الحديث.
ويمتد هذا المعرض لمدة أسبوع ويضم، إلى جانب صور الأرشيف، وثائق وكتب تاريخية تعالج هذه الحقبة المهمة من تاريخ المغرب المعاصر، منها ما يعالج الدور الكبير الذي بذله الملك الراحل محمد الخامس، طيب الله ثراه، ومنها ما يتطرق لمسألة المقاومة والوطنية والنضال من أجل الانعتاق من نير الاستعمار.
وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة تلاها عنه بالنيابة الكاتب العام لقطاع الثقافة، مصطفى مسعودي، “إن هذا اللقاء هو مناسبة لربط الماضي بالحاضر، لينير لنا المستقبل، بكل مظاهر الاعتزاز الذي تفرضه علينا هذه الذكرى العظيمة”.
وأضاف أنه “قبل ثمانية وسبعين سنة، وقفت ثلة من نساء ورجالات هذا الوطن، في مواجهة أطماع الطامعين، مدافعين عن فكرة الوطن الواحد، الصامد والرافض لجميع أشكال التشتيت والتفرقة بين بناته وأبنائه”.
وأبرز أن وثيقة المطالبة بالاستقلال “في سياقها التاريخي، والظرفية التي صدرت فيها، هي ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس، عكست وعي المغاربة ونضجهم، وأبانت بالدليل والبرهان قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة، وتدبير شؤونهم بأنفسهم”.
و”بفضل ملحمة العرش والشعب والمجيدة”، يضيف الوزير، “تحقق النصر المبين”، مشيرا إلى أن “التلاحم بين مكونات الوطن الواحد استمر من أجل بناء دولة قوية، بديمقراطيتها ومؤسساتها وتشبثها بتاريخها العظيم”.
من جهته، قال مدير مؤسسة (أرشيف المغرب)، جامع بيضا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عريضة المطالبة بالاستقلال “تكرس الانتقال من المطالب الإصلاحية التي دامت خلال عقد الثلاثينيات، إلى المطالبة الصريحة بالاستقلال”.
واستعرض السيد بيضا السياق التاريخي لإعداد وثيقة المطالبة بالاستقلال، حيث أنها صادفت ظرفية الحرب العالمية الثانية التي حملت مستجدات متنوعة منها ميثاق الأطلسي والنزول الأمريكي بالدار البيضاء في نونبر 1942، مؤكدا أن “السلطان المغفور له محمد الخامس أصبح يتزعم الحركة الوطنية وينسق معها، وهو ما يظهر جليا في عريضة الاستقلال، مما جعل لها دلالات كبيرة وحدثا مفصليا في تاريخ المغرب المعاصر”.